إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

739 ـ محمّد مصدّق (1881- 1967م)

محمد مصدّق ميرزا هدايت. سياسي ورجل دولة إيراني. ورئيس الوزراء (1951-1953). ولد سنة 1881، من أسرة عريقة تنتمي إلى السلالة الحاكمة آنذاك. فقد كان والده، ميرزا هدايت وزيراً للمال. وكانت والدته الأميرة نجم سلطانة من سلالة قاجار التي حكمت إيران حتى عام 1925م. وقد تزوج محمد مصدّق ابنة ناصر الدين شّاه الذي حكم إيران من 1848 إلى 1896م.

درس محمد مصدّق الحقوق في باريس وجنيف، وأصبح وزيراً في آخر حكومات العهد القاجاري، ونادى منذ ذاك بضرورة إجراء إصلاح زراعي وتحديث النظام. وعندما استولى رضا خان على السلطة في عام 1925 عارض مصدق استبداد العاهل الجديد، فنُفي بعيداً عن العاصمة في منطقة نائية متاخمة للحدود مع أفغانستان. وبقي في منفاه إلى عام 1941، عندما تنازل رضا خان عن عرشه لابنه محمد رضا بهلوي. وفي عام 1943 انتخب محمد مصدّق نائباً عن طهران، فحمل المجلس ـ في العام التالي ـ على استصدار قانون يمنع بموجبه منح أي امتياز جديد لاستثمار النفط ـ لأية جهة كانت ـ من دون موافقة المجلس.

وفي عام 1947 أَسس مصدّق حزب الجبهة الوطنية الإيرانية وأصبح يمثل أكبر قوة سياسية في البلاد. وفي مارس 1951م نجح محمد مصدّق في حمل البرلمان على إصدار قرار يقضي بتأميم البترول في إيران. وفي 30/4/1951، عُين مصدّق رئيساً للحكومة. وما لبث أن حدث الخلاف بين مصدّق والشّاه، فقدم مصدّق استقالته فقبلها الشّاه وعين رئيساً جديداً للحكومة. وبعد إعلان الإضراب وحدوث مواجهات بين الجماهير المتظاهرة انتصاراً لمصدّق، وبين قوات الجيش، اضطر الشّاه إلى تكليف مصدّق بتشكيل حكومة جديدة. وفي 13/8/1953 أقال الشّاه حكومة مصدّق وعين الجنرال زاهدي خلفاً له. غير أن مصدّق رفض الانصياع للقرار الإمبراطوري، وهاجت الجماهير وأكرهت الشّاه على مغادرة البلاد في 15/8/1953. وما هي إلا أيام حتى تمكن خصوم مصدّق بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، من إعادة الشّاه إلى عرشه في 22/8/1953، حيث اعتُقل مصدّق في 24/8/1953. وبعد محاكمة استمرت بضعة أشهر صدر بحقه حكم بالسجن ثلاثة أعوام تليها إقامة جبرية في داره في مدينة أحمد أباد- مدى الحياة.

وقد توفي في هذه الدار في مارس 1967.